الجمعة، 5 سبتمبر 2008

مقتل واصابة العشرات في هجوم للشرطة على معسكر "كلمة"



نيالا- الخرطوم: معاذ النجومي
نفى وزير الدفاع أى صلة للقوات المسلحة بعمليات التمشيط التى شهدها معسكر كلمة للنازحين بجنوب دارفور امس وقال الفريق اول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين ردا على ما راج في بعض أجهزة الاعلام إن الإجراءات التى طبقت على المعسكر إجراءات امن داخلى لا علاقة بها للجيش السودانى كما اوردت بعض الوكالات العالمية نقلا عن حركات مسلحة فى دارفور واوضح الفريق حسين ل ( الأخبار ) أن القوات السلحة تقوم بها الروتينية فى بسط هيبة الدولة فى مناطق بعيدة عن معسكرات النازحين وكانت بعضها معاقل لبعض الحركات فشلت فى الإستمرار فى الإحتفاظ بوجودها فيها لأسباب تخصها مما يدفع هذه الحركات لنقل معركتها للإعلام الخارجى
وكان معسكر كلمة للنازحين قد شهد سقوط عشرات القتلى والمصابين بينهم أطفال ونساء في حادثة استخدمت فيها الأسلحة النارية في حملة للسلطات الأمنية بجنوب دارفور لجمع السلاح من المعسكر الذى يقع شرقي نيالا،مما حدا بالحركات المسلحة للمسارعة بإتهام القوات المسلحة بالعملية وقدر عدد الضحايا وفقا للمصادر بحوالى (20) نازحا وجرح العشرات.
وأعلنت اللجنة الأمنية بالولاية اصابة (12) من طرفي النزاع بين قوات الشرطة والنازحين في حملتها لجمع السلاح من المعسكر. فيما أبانت تقارير بعثة حفظ السلام المشتركة بدارفور وقوع تبادل لاطلاق النار وينفي النازحون مشاركتهم فيه، وبدأت الأحداث في الثامنة والنصف صباح أمس حيث أحاطت قوة كبيرة من قوات الشرطة بالمعسكر منذ الخامسة صباحا.
وأكد موظفو أغاثة دوليين وقوع الإشتباكات وسقوط عدد من القتلى والجرحي بالمعسكر عقب معلومات غير مؤكدة عن تحركات للشرطة إثر مصرع أحد ضباطها في نقطة حراسة بالقرب من المعسكر شرق نيالا. وأفاد موظف بأحدي المنظمات الدولية العاملة بالمعسكر –طلب حجب هويته- في اتصال هاتفي بـ(الأخبار) أن الاشتباكات أدت الى مقتل (38) وأصيب ما بين (30) الى (40) تم اسعافهم الى مستشفي نيالا حيث توفيت (3) نساء في الطريق. أن أحدا من عمال المنظمات لم يذهب الى المعسكر إثر الأنباء عن اشتباكات بين الشرطة التي حاصرت المعسكر والنازحين، ولم يستبعد وجود أفراد مسلحين بين النازحين أقدموا علي مبادلة الشرطة اطلاق النار إثر المصادمات بين الطرفين.
ووفقا لذات المصادر فان عدد القتلى والمصابين في تقارير غير مؤكدة يصل الى حوالي (20) قتيلا و (50) جريحا، مضيفة أن نحو (90) عربة من القوات النظامية طوقت المعسكر في اطار حملة لجمع السلاح قوبلت بلرفض من نازحي المعسكر. وأشارت الى حالات لاطلاق النار من داخل المعسكر ضد القوات التى بادلتها باطلاق نار أدى لسقوط نساء وأطفال بين قتيل وجريح وهما الشريحة الغالبة على تركيبة المعسكر. وأفادت أن قافلة تضم بعثة حفظ السلام المشتركة الى جانب منظمة أطباء بلا حدود الهولندية تم توقيفها لعدة ساعات في نقطة التفتيش الحكومية وهي في طريقها الى المعسكر وتم السماح لها بالعبور عصرا. وقالت أن النازحين درجوا رفض دخول الشرطة الى المعسكر، وليس هناك اتفاق يمنع دخول الشرطة ولها وجود في نقاط طرفية جوار كل معسكر. وأضافت أن الشرطة المجتمعية التى أنشأتها بعثة يوناميد لم يتم تفعيلها ولازالت في مرحلة جمع ترشيحات المشاركين من كل معسكر ثم التدريب، ونبهت الى أن شرطة يوناميد تؤدي مهامها عبر الشرطة الحكومية.
وأشار بيان اللجنة الأمنية لولاية جنوب دارفور أمس الى أن المعسكر أصبح مهددا أمنيا للمواطنين في نيالا ومطارها وطريق نيالا – الضعين، والخط الحديدي بعد أن أصبح وكرا للعصابات والخارجين عن القانون ومأوى للحركات المسلحة، حيث انتشرت فيه الأسلحة والمتفجرات تم ضبط كمية منها في الاسبوعين الماضيين، وان المعسكر شهد عددا من النزاعات القبلية أدت لنزوح عددا منها. وأن مجموعة ظلت تحرض وتحول دون دخول الشرطة للمعسكر أو فرض سيطرة الحكومة عليه مما حدا بلجنة امن الولاية لدخول المعسكر وتفتيشه لجمع هذه الاسلحة والقبض على عصابات المتفلتين فتحركت القوات صباح أمس بعد استصدار امر تفتيش واخطار قوات اليوناميد بهدفها ووجدت القوات مقاومة استخدم فيها مواطنين دروعا بشرية، وأضاف البيان أن عناصر بداخل المعسكر وبادرت باطلاق النار وأصابت (5) أفراد منها مما أجبر القوة على الرد عليها وأسفرعن اصابة (7) من المعسكر. وقال أن الشرطة ترابط حول المعسكر لتأمينه وحتى تتمكن من دخوله لجمع الأسلحة ومنع المتمردين من دخوله تطبيقا للقانون وفرض هيبة الدولة.

و يأوى معسكر كلمه ما يصل إلى (80) ألف نازح، يشكل الأطفال و النساء عدد كبير منهم. وتتهم الحكومة الحركات المسلحة بنشر العنف داخل المعسكرات وتهريب اسلحة الى داخلها، وسبق أن قامت السلطات الأمنية حملات لجمع السلاح عدة مرات منذ العام الماضي. وتتهم الأطراف الأخرى في دارفور الحكومة بسعيها لتجفيف المعسكرات التي تحوي معارضين ومنتمين للحركات الدارفورية. وتقف بعثة يوناميد التي تم تفويضها لحماية النازحين حائرةة أمام رغبة الحكومة في نزع السلاح غير المرخص وبسط سيطرتها على المعسكرات.

ليست هناك تعليقات: