الأربعاء، 24 يونيو 2009

لا عــــــــزاء

لم يكن طيبا ودودا، أو طيب المعشر. ولم يكن مثلا أعلى في الانضباط ولا فريدا في مجاله وأول دفعته. أو كما يقولون في أدب الرثاء السوداني.
كان سريع الغضب، مندفعا وأحيانا متهورا، صعب المراس، لم يكن سهلا أن تنال صداقته، أو تحصل على كريم فضله وتعاونه... ولكن إن نجحت في كسب صحبته فسيفاجئك وجه آخر.. يحمله هذا السوداني النبيل..
نعم،،، أعترف أنه كان سودانيا نبيلا، جريئا ومقداما، غير متردد، تتدفق في عروقه أسفل بشرته السوداء الجميلة، وبين خلجات وجهه المليح دماء الحياة الساحرة بكل إنفعالات الشر والخير في أرض الغرب السوداني.. كان معتزا بانتمائه لدارفور وكأنه سليل سلاطينها العظام – أو هكذا بدا لي- بنسبه وحسبه.. (حسب النبي) هكذا رأيتك زميل دراستي، إن لم تجمعنا قاعة درس واحدة، أو معملا، حقلا، أو مستشفا يجمع صنوفا من بهائم الأنعام.
كنت ممسكا بناصية الطب البيطري، مميزا في دراستك، ولاحقا في أداء مهام عملك...
هذا الدارفوري الفتي الأغبش، كان خبيرا في جذب أجمل الفتيات وألطفهن.. تراه يرافق حسناء ملقيا على كتفه معطف الطبيب الأبيض.. كما سرائره.. كريما كما مراعي الرزيقات آخر الخريف، لطيفا حلوا كما حليب البقارة في ليالي الصيف المنعشة.
تالله -كذاك- المعطف الأبيض على كتفك... سيبقى دمك على عاتقي، وعلى أعناق السادة.. والقادة، وكل تجار الحرب، وزارعي الفوضى والكراهية والعبث.
كل من عبثوا بهذه البلاد من فجر ميلادها الأغبر، إلى آخر ليل القوادين الأحمر.
قتلناك بدم بارد.. ولا ندري... فسالت دماءك حارة وأنت تدري مع الرمق الأخير.. أننا غدرنا بك.. خناك.. بعناك.. ولم نقبض الثمن.. وما أبخسه.. ثمن الصراع في دارفور.. في الخرطوم... وفي نيويورك. لو علمنا أن حفنة تراب من أثرك، أو بضع ملليترات من بلسمك في عجيزة عنز ولود، تزن أكثر من أطنان البارود والرصاص اللئيم، تصنع حياة أفضل تحت ظلال السدر والهجليج عند مضارب المراحيل ومرابط الخيل.

الثلاثاء، 17 فبراير 2009

بداية جديدة لسلام دارفور.. بداية جديدة للمدونة


الخرطوم: 17 نوفمبر 2008م

اليوم بدا للمتابع لقضية دارفور أن ثمة إختراقا ايجابيا على صعيد خارطة الطريق نحو عملية سياسية لإنجاز السلام في إقليم دارفور. فتوقيع الحكومة وحركة العدل والمساواة (مجموعة د. خليل ابراهيم) لإتفاق مبدئي على حسن النوايا وبناء الثقة، وإعلانهما ذلك من مكان واحد في الدوحة لم يكن في الحسابات القريبة. وغير بعيد تعقيدات الأزمة التي إفتعلها نظام الحكم في الخرطوم، واصراره على تأزيمها كلما سنحت الفرصة لإكمال اتفاق حول السلام.
الجديد هنا أن الطرفين وإن كانا حلفاء بالأمس البعيد، فالواقع على الأرض يقول أنهما أضحيا ألد الأعداء في الساحة السودانية. ولولا ضغوط ذوي القربى ، وتهديدات المجتمع الدولي لما كان توقيع اليوم اتفاقا. يبقى الأمل أن يلتفت الطرفين إلى ما آل اليه الحال في دارفور: وضع كارثي لا تصفه الكلمات القليلة، لا لعجزها، بل لضيق سعة صدر الكاتب في وصف تفاصيل ماحدث .. ماكان ماضيا، والقريب، والحاضر الراهن في دارفور. وكيف أصبح مواطن دارفور نموذج المأساة في العالم- هذا ما تصفه كل وسائل الإتصال الجماهيري في العالم.
في هذه المدونة- أو التي تحولت لأسباب عدة إلى ارشيف لتقارير اخبارية، كان معظمها عن دارفور- سأجعل من هذه المناسبة الصغيرة بداية لتدوين بعض ما يمكنني وصفه ونقله، وابداء رائي حول مايجري، وما يجب أن يجري.
أعلم أني لست أفضل من يكتب عن قضية دارفور، ولن أكون، ولكن يدفعني الأمل أن لا تنقطع كتاباتي إلا حين أملُّ من وصف كيف تحسن الوضع هناك.. وكيف يعيش أهلي في دافور في أمن واستقرار.
إلى حين ذلك .. تابعوا معي.. من الغد
تنويه: قد أميل في بعض الأحيان إلى أرشفة بعض التقارير، أو الحديث عن قضايا أخرى غير دارفور.. ولكن ذلك لن يدعني لترك أم القضايا السودانية.

توقيع اتفاق مبدئي بين الحكومة وحركة العدل والمساواة في الدوحة... تقرير


وقعت الحكومة وحركة العدل والمساواة أمس على اتفاق لحسن النوايا وبناء الثقة بعد مباحثات معقدة استغرقت أسبوعا، ويعد الاتفاق اختراقا ايجابيا يفتح الطريق أمام العملية السياسية السلمية لإنجاز اتفاق نهائي يضع حدا للنزاع في دارفور.ومما نص عليه الإتفاق الموقع امس أقرار الجانبان نيتهما في العمل على وضع حد للصراع الدائر بينهما لقرابة (6) أعوام. وقررا إعطاء العملية السلمية الاولوية الاستراتيجية علي ما سواها لتسوية الصراع في دارفور، وهي اختراق كبير لوضع الأقدام على طريق اتفاق لاحق حول وقف العدائيات ووقف اطلاق النار الذي تأجج في الأشهر الأخيرة في شكل مواجهات عسكرية شرسة. كما وافقا على اتباع نهج شامل يخاطب جذور المشكلة ويحقق السلام الدائم في البلاد في اقرار جديد بأن حسم مسببات النزاع هي مفتاح الحل للأزمة التاريخية في الإقليم. واكدا على الكف عن كافة صنوف المضايقات تجاه النازحين وضمان انسياب مساعدات الاغاثة الي من يستحقها دون اية عراقيل.ووافق الجانبان علي الالتزام بتبادل الاسرى واطلاق سرح المسجونين والمحكومين والمحتجزين والمعتقلين بسبب النزاع بينهما بناء للثقة وتسريعا للعملية السلمية، وهي أكبر العقبات التي لاحت خلال هذه المباحثات وكادت أن تنسفها. وتعهد الجانبان باتباع الاتفاق الاطاري بمحادثات جادة تؤدى الى انهاء الصراع في اقصر وقت ممكن لايتجاوز ثلاثة اشهر.وجاء الإتفاق المبدئي يبعث بالتفاؤل حول إمكانية توصل السودانيين لإتفاق سلام شامل في دارفور حيث أكد كل من الطرفين بجانب الوسيط القطري والوسيط المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي عزمهم على إلحاق وإشراك بقية الحركات المسلحة والأطراف المعنية بدارفور في المراحل القادمة. فغياب أطراف مؤثرة مثل رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ورفضه للمشاركة ألقى بظلاله على طاولة الدوحة، خشية من تكرار سناريو آخر محادثات جرت في سرت الليبية في اكتوبر من العام 2007م وقاطعها كل من عبد الواحد و د. خليل إبراهيم رئيس حركة العدل الموقعة على اتفاق الأمس. ولكن المحادثات التي بدأت بمبادرة من دولة قطر وتبنتها الجامعة العربية عند الإعلان عنها متزامنة مع مبادرة أهل السودان التي أطلقها رئيس الجمهورية. ولم تفلح مجهودات الوسيط العربي بالرغم من الدعم العريض لمبادرته من الإتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي، لم تفلح في إثناء بقية الفصائل عن إعلانها مقاطعة هذه المباحثات.وبنجاح جهود الوسطاء في اقناع مفاوضي الحكومة وحركة العدل بعد جهود مضنية بين ردهات فندق شيراتون الدوحة بصيغة الإتفاق المبدئي، أثمرت أمس بتوقيع محتفى به، وأفردت له مساحات واسعة في وسائل الإعلام الدولية، بدأت مرحلة حاسمة من تاريخ العملية السلمية لدارفور حيث تكمن تحديات كبيرة في إلحاق بقية الأطراف حاملة السلاح في دارفور، والتوصل لصيغة يتراضى عليها كافة الأطراف المعنية. وأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم أن محادثات الجولة الأولى بالدوحة اتسمت بالجدية، حيث أبدى طرفا النزاع عزيمة وتصميما نحو التوصل لبداية عملية السلام. واعرب فى مؤتمر صحفي مشترك بالديوان الأميري ظهر أمس مع الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقى وطرفي سلام دارفور بعد التوقيع عن تفاؤله من ان لدى الطرفين العزيمة لانهاء الصراع الذى دام طويلا فى دارفور. كما عبر عن امله فى ان يقود اتفاق النوايا الحسنة الذى جرى توقيعه أمس لاستمرارية المباحثات ويكون بداية للدخول فورا فى المرحلة الثانية من المحادثات خاصة وانه قد تم تحديد اطار عمل للبدء سريعا فى هذا العمل ليكون نقطة تحول مهمة للصراع فى السودان ودارفور. ولفت الى ان الاتفاق مفتوح لباقى الفصائل فى دارفور وشدد على وجود نوايا طيبة لاستكمال السلام قريبا فى الاقليم. ويؤشر التأكيد على ضرورة إلحاق بقية الأطراف حرصا على عدم تكرار سيناريوهات أبوجا وسرت. وتشير إلى أن أكبر نجاحات الإتفاق بالأمس هي ضمانات حقيقية من أكبر عاملين في ساحة النزاع بدارفور (الحكومة وحركة العدل). من جانبه اكد الوسيط المشترك جبريل باسولى فى المؤتمر الصحفى ان اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة يبرهن على ارادة الطرفين نحو التوصل لحل سياسي للتعامل مع جذور النزاع. وشدد على ان الحكومة وحركة العدل والمساواة يوليان اهمية كبرى لبلدهما السودان ويدركان اهمية استقراره. موضحا أن عملية الوساطة ستستمر بمصاحبة جهود الجميع ، مشيرا الى انه وفى غضون الاسابيع المقبلة سيلتقى مبعوثي الاطراف المعنية بسلام دارفور بالدوحة لتمهيد الاجواء لاتفاق سلام نهائى. و انه و بن جاسم سيلتقيان فى الخرطوم للعمل سويا من اجل التوصل لجدول زمنى لتبادل السجناء. وقال باسولي انه كوسيط سيكثف من جهوده مع الحركات المسلحة الاخرى فى دارفور ومع المجتمع المدنى، واهاب بالمجتمع الدولى والدول المجاورة للسودان استمرار دعمها لعملية السلام بما يسهم فى انجاح المحادثات اللاحقة بالدوحة. وناشد الاطراف الاخرى المعنية فى السودان الانضمام الى هذه المبادرة بالدوحة من اجل احلال السلام فى السودان.البدء عمليا على إنفاذ اطلاق سراحِ متبادل للاسرى على شكل دفعات كما أتفق عليه بالأمس، يقف دليلا على مبدأ حسن النوايا، ويبني جسرا من الثقة بنهاية عملية اطلاق الاسرى مع بداية مفاوضات الاتفاق الاطاري للسلام بين الطرفين التي يتوقع إنطلاقها في اشهر معدودة، وهي مهلة كافية لإقناع بقية الفصائل بجدية الحكومة عمليا، وهي التي وقعت إتفاقا مع الفصيل الأكبر الذي شن هجوما تاريخيا على أم درمان في مايو من العام الماضي، واستطاع أن يوسع نفوذه في الإقليم المأزوم.

الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

دعا الحكومة لوقف إنتهاك حرية الصحافة ..."إعلان جوبا" حول تدهور حرية الصحافة في السودان يحذر من أثرها على الإنتخابات

جوبا: معاذ النجوميJuba STAR 025

طالبت مجموعة من الصحفيين من شمال وجنوب السودان حكومة الوحدة الوطنية بإنهاء الإجراءات المقيدة لحرية الصحافة لتهيئة الأجواء الملائمة للإنتخابات.

وأطلق المشاركون في إجتماع المائدة المستديرة الوطنية حول قوانين الصحافة في السودان "إعلان جوبا" حول تدهور حالة حرية التعبير وحرية الصحافة في السودان

برعاية كونسورتيوم السودان لتعزيز حرية التعبير وإشراك المجتمع المدني في تطوير تشريع ديمقراطي للصحافة في البلاد، وأختتمت الإجتماع في مدينة جوبا مساء أمس الأول بمشاركة (34) من الصحفيين والمختصين في السودان.

وأبدى الإعلان قلقه من تدهور حالة حرية التعبير وحرية الصحافة في السودان. ونبه المشاركون الى أن أنتهاك حرية الصحافة يتعارض مع النصوص الواردة في إتفاقية السلام الشامل والدستور القومي المؤقت، والدستور المؤقت لجنوب السودان، الى جانب المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والميثاق الإفريقي. مشيرين الى أن استمرارها ضد الصحافة لن يهيئ الأجواء الملائمة لإجراء الإنتخابات بعدالة وديمقراطية.

ودعا المشاركون حكومة الوحدة الوطنية وحكومة الجنوب الى إنهاء عاجل للإجراءات ضد الصحافة وحرية التعبير وبصفة خاصة الرقابة القبلية على الصحف. مطالبا بإلغاء القوانين القائمة المقيدة للحريات ومن ضمنها قانون الصحافة لسنة 2004.

الخميس، 13 نوفمبر 2008

دعا إلى مكافحة التجارة غير المشروعة.... منتدي الشراكة الألماني –الإفريقي: شراكة اقتصادية من نوع جديد

تقرير: معاذ النجوميAbuja 290

" إفريقيا قارة غنية، ولكن سكانها لايستفيدون من معظم هذه الثروة"‘ عبارة أوردها الرئيس الألماني هورست كولر في ثاني خطاباته أمام منتدى الشراكة الألماني الإفريقي الرابع الذي اختتم الأحد الماضي بالعاصمة النيجيرية أبوجا كمبادرة تقودها ألمانيا لفتح شراكة واسعة مع القارة السمراء. وكما قال كولر بنفسه أنه لم يقل شئيا جديدا وإنما هو أمر واقع حتى في بلد مثل نيجيريا التي تستضيف المؤتمر ذو الطابع الإقتصادي، وأضاف أن على إفريقيا أن تممارس الحكم الرشيد والشفافية حتى تزداد رفاهية شعبها باستخدام الإيرادات من السلع الأساسية.

يقول كولر ذلك وعينه على ما أسماه التجارة غير المشروعة في المواد الخام بتأكيده ان هناك حاجة واضحة لتحقيق السلام في افريقيا وأن على الغرب تقديم الدعم، ودعا الدول المتقدمة وافريقيا نفسها للحد من التجارة غير المشروعة في المواد الخام.

وذلك أن النزاعات والتجارة غير المشروعة أسهمت بفعالية في إفقار الدول الإفريقية وقادت الى إطالة أمد النزاعات بها، ففي سيراليون يقوم المتمردون بتهريب مايعرف بـ(الماس الدم) وسخر أمواله للتسليح، فهناك جهود متواصلة لترسيخ التجارة العادلة بتقنين تجارة المواد الخام، ووقف استنزاف الثروات الطبيعية مثل البترول والأخشاب لتقليل الأضرار البيئية والحد من التغيرات المناخية، ولا تزال المحاولات جارية للقضاء على الاستغلال أو التعامل غير المتكافئ بين أوروبا وإفريقيا.

ويحاول الرئيس الألماني من خلال مبادرته إلحاق دول أوربية أخرى للشراكة من جهة، فيما ترك الباب مفتوحا لإشراك كل الدول الإفريقية. ولكن الجديد الذي أتى به هو نوع جديد من الشراكة في المجالات الإقتصادية، السياسية، والإجتماعية، قال انها يجب أن تقوم على أساس المساواة، وأوضح أن عالمنا اليوم أصبح اكثر أعتمادا على بعضه البعض، وأن "إفريقيا تحتاج الى أوروبا كما أن اوربا في حاجة الى إفريقيا"،

وأسهم نحو (50) من القادة في مجالات السياسة والصناعة والمجتمع المدني من أفريقيا وألمانيا في ورش عمل مغلقة في فندق شيراتون أبوجا لثلاثة أيام في تحديد الحواجز التي تعترض طريق الشراكة الحقيقية في المجالات الثلاث وكيفية التغلب عليها، تقدمهم رؤساء كل من ألمانيا، نيجيريا، وإثيوبيا ، بوركينا فاسو، رواندا، غانا، ليبيريا ، بالاضافة لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ورئيس المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا. الجميع يحدوه الأمل في أن تتم الإستفادة من دروس الأزمة المالية العالمية في فتح صفحات جديدة، وبعيدا عن المعايير المزدوجة في شراكات الماضي، ونسيان فترات الإستغلال الإقتصادي عبر حقب الإستعمار الأوروبي لإفريقيا.

عدد مقدّر من المشاركين هم في الأصل خبراء وأكاديميون أطلق عليهم المنتدى " القادة الجدد" وتحملّوا عبء تحليل وتقييم العوائق التي تحول دون إنجاز شراكة حقيقية وعادلة، الكل فيها مستفيد، وعلى مدى الأيام الثلاث قدموا تقييما دقيقا لما ينبغي عمله، مما دفع القادة المشاركين في ختام المنتدى للموافقة على وضع سياسات لمعالجة بعض التحديات التي تواجه افريقيا.

وفي المؤتمر الصحفي الذي اختتم به كل الرئيسان الألماني والنيجيري ونائب الرئيس الغاني ورئيس المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا منتدى الشراكة الرابع والأخير، قال كولر أن ازدواجية المعايير تعيق مكافحة الفساد، ملقيا باللوم على كل من افريقيا وأوروبا لاستخدام المعاييرالسياسية والتجارية المزدوجة مما عرقل مكافحة الفساد والتنمية، ودعا كلا الجانبين لتطبيق التغيير.

وفي سياق مطالبته بمنح أحد الدول الافريقية مقعداً دائماً في مجلس الامن. أكد على أهمية أن يكون هناك تمثيل عادل لجميع مناطق العالم في منظمات دولية أخرى مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مبيناً ضرورة طرح هذه القضية خلال بحث الأزمة المالية العالمية.

السبت، 25 أكتوبر 2008

مقتل العشرات ونزوح نحو (11) ألف مواطن بعد سلسلة هجمات بدارفور


نيالا- الخرطوم: معاذ النجومي
لقي (5) أشخاص مصرعهم على أيدي مجموعة مسلحة وقامت بنهب مواشيهم بمحلية شعيرية في جنوب دارفور أمس الأول. ويجئ الحادث في سلسلة من الهجمات المسلحة أسفرت عن مقتل نحو (35) مواطنا بينهم نساء وأطفال، الى جانب تشريد (11) ألف مواطن وحرق (16) قرية في مناطق مهاجرية.
وأوضح مسؤول الشؤون الإنسانية التابع لحركة تحرير السودان (قيادة مناوي) كمال داؤود لـ(الأخبار) أن مجموعة مسلحة أقدمت على قتل (5) مواطنين ونهبت (200) رأس من الأبقار في منطقة خزان جديد التابعة لمحلية شعيرية (الى الشمال الشرقي من نيالا). مشيرا الى أن "فزع" من الأهالي فشل في اللحاق بالمعتدين الذين انقطع أثرهم عند قرية "البيركس". وأضاف ان مجموعات مسلحة تنشط في موسم الحصاد لمنع المزارعين من حصد محصولهم، ودرجت على ممارسة القتل والنهب في ما يشبه الحرب الإقتصادية.
واتهم داؤود الفئات الرافضة للسلام بدعم الهجمات التي أدت الى مصرع (35) مواطنا بينهم (4) نساء وطفلين، وحرق (16) قرية ونزوح نحو (11) ألف من القرى شمال وغرب مهاجرية الى داخلها ، مناشدا الجهات المعنية بتوفير الأمن وتقديم المساعدات للمتضررين الذين يعيشون "ظروفا حرجة دون مأوى وغذاء".
وقدم داؤود قائمة حوت أسماء (22) من القتلى، و (15) قرية مما قام بتوثيقه، مشيرا الى أن فريق من مكتبي الحقوق المدنية وحقوق الإنسان بالبعثة المشتركة (يوناميد) تفقّد أمس الأول المناطق المتضررة.
من جانبها أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أمس أنها وزعت مواد إغاثة على آلاف النازحين بسبب اشتباكات وقعت في "مهاجرية" في أوائل شهر أكتوبر بين فئات من المدنيين. وأشارت الى نزوح آلاف المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، بسبب القتال الدائر حول الماشية وغيرها من الدواب في جوار "مهاجرية" وقريتي "السنيت" و"شباب" بجنوب دارفور، وأن معظم السكان لاذوا بالفرار باتجاه مناطق أكثر أمناً في "مهاجرية". وأن غالبية النازحين بحثوا عن المأوى تحت الأشجار وفي وادٍ قريب حيث تكون المياه جاهزة للاستعمال. ونبهت الى أنه مع اقتراب موسم الشتاء، قد تتدهور ظروف عيشهم بشكل سريع.
وقال رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية في "نيالا" خوان كارلوس والذي أشرف على عملية التوزيع: "تُرك الناس لحالهم من دون الحد الأدنى من ضروريات المعيشة. لقد وفرنا أفرشة للنوم وثياباً وقطعاً من القماش المشمع لأكثر من (4) ألف شخص، بمن فيهم بعض المسنين والمعوقين."