لم يكن طيبا ودودا، أو طيب المعشر. ولم يكن مثلا أعلى في الانضباط ولا فريدا في مجاله وأول دفعته. أو كما يقولون في أدب الرثاء السوداني.
كان سريع الغضب، مندفعا وأحيانا متهورا، صعب المراس، لم يكن سهلا أن تنال صداقته، أو تحصل على كريم فضله وتعاونه... ولكن إن نجحت في كسب صحبته فسيفاجئك وجه آخر.. يحمله هذا السوداني النبيل..
نعم،،، أعترف أنه كان سودانيا نبيلا، جريئا ومقداما، غير متردد، تتدفق في عروقه أسفل بشرته السوداء الجميلة، وبين خلجات وجهه المليح دماء الحياة الساحرة بكل إنفعالات الشر والخير في أرض الغرب السوداني.. كان معتزا بانتمائه لدارفور وكأنه سليل سلاطينها العظام – أو هكذا بدا لي- بنسبه وحسبه.. (حسب النبي) هكذا رأيتك زميل دراستي، إن لم تجمعنا قاعة درس واحدة، أو معملا، حقلا، أو مستشفا يجمع صنوفا من بهائم الأنعام.
كنت ممسكا بناصية الطب البيطري، مميزا في دراستك، ولاحقا في أداء مهام عملك...
هذا الدارفوري الفتي الأغبش، كان خبيرا في جذب أجمل الفتيات وألطفهن.. تراه يرافق حسناء ملقيا على كتفه معطف الطبيب الأبيض.. كما سرائره.. كريما كما مراعي الرزيقات آخر الخريف، لطيفا حلوا كما حليب البقارة في ليالي الصيف المنعشة.
تالله -كذاك- المعطف الأبيض على كتفك... سيبقى دمك على عاتقي، وعلى أعناق السادة.. والقادة، وكل تجار الحرب، وزارعي الفوضى والكراهية والعبث.
كل من عبثوا بهذه البلاد من فجر ميلادها الأغبر، إلى آخر ليل القوادين الأحمر.
قتلناك بدم بارد.. ولا ندري... فسالت دماءك حارة وأنت تدري مع الرمق الأخير.. أننا غدرنا بك.. خناك.. بعناك.. ولم نقبض الثمن.. وما أبخسه.. ثمن الصراع في دارفور.. في الخرطوم... وفي نيويورك. لو علمنا أن حفنة تراب من أثرك، أو بضع ملليترات من بلسمك في عجيزة عنز ولود، تزن أكثر من أطنان البارود والرصاص اللئيم، تصنع حياة أفضل تحت ظلال السدر والهجليج عند مضارب المراحيل ومرابط الخيل.
كان سريع الغضب، مندفعا وأحيانا متهورا، صعب المراس، لم يكن سهلا أن تنال صداقته، أو تحصل على كريم فضله وتعاونه... ولكن إن نجحت في كسب صحبته فسيفاجئك وجه آخر.. يحمله هذا السوداني النبيل..
نعم،،، أعترف أنه كان سودانيا نبيلا، جريئا ومقداما، غير متردد، تتدفق في عروقه أسفل بشرته السوداء الجميلة، وبين خلجات وجهه المليح دماء الحياة الساحرة بكل إنفعالات الشر والخير في أرض الغرب السوداني.. كان معتزا بانتمائه لدارفور وكأنه سليل سلاطينها العظام – أو هكذا بدا لي- بنسبه وحسبه.. (حسب النبي) هكذا رأيتك زميل دراستي، إن لم تجمعنا قاعة درس واحدة، أو معملا، حقلا، أو مستشفا يجمع صنوفا من بهائم الأنعام.
كنت ممسكا بناصية الطب البيطري، مميزا في دراستك، ولاحقا في أداء مهام عملك...
هذا الدارفوري الفتي الأغبش، كان خبيرا في جذب أجمل الفتيات وألطفهن.. تراه يرافق حسناء ملقيا على كتفه معطف الطبيب الأبيض.. كما سرائره.. كريما كما مراعي الرزيقات آخر الخريف، لطيفا حلوا كما حليب البقارة في ليالي الصيف المنعشة.
تالله -كذاك- المعطف الأبيض على كتفك... سيبقى دمك على عاتقي، وعلى أعناق السادة.. والقادة، وكل تجار الحرب، وزارعي الفوضى والكراهية والعبث.
كل من عبثوا بهذه البلاد من فجر ميلادها الأغبر، إلى آخر ليل القوادين الأحمر.
قتلناك بدم بارد.. ولا ندري... فسالت دماءك حارة وأنت تدري مع الرمق الأخير.. أننا غدرنا بك.. خناك.. بعناك.. ولم نقبض الثمن.. وما أبخسه.. ثمن الصراع في دارفور.. في الخرطوم... وفي نيويورك. لو علمنا أن حفنة تراب من أثرك، أو بضع ملليترات من بلسمك في عجيزة عنز ولود، تزن أكثر من أطنان البارود والرصاص اللئيم، تصنع حياة أفضل تحت ظلال السدر والهجليج عند مضارب المراحيل ومرابط الخيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق