السبت، 25 أكتوبر 2008

مقتل العشرات ونزوح نحو (11) ألف مواطن بعد سلسلة هجمات بدارفور


نيالا- الخرطوم: معاذ النجومي
لقي (5) أشخاص مصرعهم على أيدي مجموعة مسلحة وقامت بنهب مواشيهم بمحلية شعيرية في جنوب دارفور أمس الأول. ويجئ الحادث في سلسلة من الهجمات المسلحة أسفرت عن مقتل نحو (35) مواطنا بينهم نساء وأطفال، الى جانب تشريد (11) ألف مواطن وحرق (16) قرية في مناطق مهاجرية.
وأوضح مسؤول الشؤون الإنسانية التابع لحركة تحرير السودان (قيادة مناوي) كمال داؤود لـ(الأخبار) أن مجموعة مسلحة أقدمت على قتل (5) مواطنين ونهبت (200) رأس من الأبقار في منطقة خزان جديد التابعة لمحلية شعيرية (الى الشمال الشرقي من نيالا). مشيرا الى أن "فزع" من الأهالي فشل في اللحاق بالمعتدين الذين انقطع أثرهم عند قرية "البيركس". وأضاف ان مجموعات مسلحة تنشط في موسم الحصاد لمنع المزارعين من حصد محصولهم، ودرجت على ممارسة القتل والنهب في ما يشبه الحرب الإقتصادية.
واتهم داؤود الفئات الرافضة للسلام بدعم الهجمات التي أدت الى مصرع (35) مواطنا بينهم (4) نساء وطفلين، وحرق (16) قرية ونزوح نحو (11) ألف من القرى شمال وغرب مهاجرية الى داخلها ، مناشدا الجهات المعنية بتوفير الأمن وتقديم المساعدات للمتضررين الذين يعيشون "ظروفا حرجة دون مأوى وغذاء".
وقدم داؤود قائمة حوت أسماء (22) من القتلى، و (15) قرية مما قام بتوثيقه، مشيرا الى أن فريق من مكتبي الحقوق المدنية وحقوق الإنسان بالبعثة المشتركة (يوناميد) تفقّد أمس الأول المناطق المتضررة.
من جانبها أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أمس أنها وزعت مواد إغاثة على آلاف النازحين بسبب اشتباكات وقعت في "مهاجرية" في أوائل شهر أكتوبر بين فئات من المدنيين. وأشارت الى نزوح آلاف المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، بسبب القتال الدائر حول الماشية وغيرها من الدواب في جوار "مهاجرية" وقريتي "السنيت" و"شباب" بجنوب دارفور، وأن معظم السكان لاذوا بالفرار باتجاه مناطق أكثر أمناً في "مهاجرية". وأن غالبية النازحين بحثوا عن المأوى تحت الأشجار وفي وادٍ قريب حيث تكون المياه جاهزة للاستعمال. ونبهت الى أنه مع اقتراب موسم الشتاء، قد تتدهور ظروف عيشهم بشكل سريع.
وقال رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية في "نيالا" خوان كارلوس والذي أشرف على عملية التوزيع: "تُرك الناس لحالهم من دون الحد الأدنى من ضروريات المعيشة. لقد وفرنا أفرشة للنوم وثياباً وقطعاً من القماش المشمع لأكثر من (4) ألف شخص، بمن فيهم بعض المسنين والمعوقين."

الاثنين، 6 أكتوبر 2008

يوناميد تعزز قواتها في معسكر كلمه


6 أكتوبر 2008
الخرطوم: معاذ النجومي

قالت بعثة حفظ السلام المشتركة بدارفور (يوناميد) أنها أرسلت تعزيزات عسكرية من قواتها الى معسكر كلمة للنازحين شرق نيالا.
وأوضحت البعثة في بيان صحفي أمس أن تعزيزات عسكرية من قوات القطاع الجنوبي أرسلت لدعم الشرطة المختلطة في المعسكر على خلفية مزاعم حول تهديدات بهجوم (آخر) متوقع على المعسكر. وأضافت أن الفريق قضى الليلة في حماية المعسكر من جهة وموقع الذي تحطمت فيه المروحية الأسبوع الماضي من جهة أخرى.
ويتألف الفريق من فصيلة واحدة مع حاملة جنود مدرعة تتجول على مدار الساعة على أساس التناوب كل (12) ساعة لكل فصيلة بالإضافة إلى تعزيز مركز للشرطة المجتمعية ودورية حراسة موقع حادثة تحطم المروحية.

دارفور.. هدؤٌ حذِر

الخرطوم: 5 أكتوبر 2008
تقرير: معاذ النجومي
يعقد مجلس الأمن الدولي في الثالث والعشرين من الشهر الجاري جلسة للتشاور حول العملية المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور (يوناميد)، تعقب الجلسة الخاصة باستعراض الوضع في السودان، فيما تليها جلسة ثالثة حول بعثة الأمم المتحدة في السودان. ووفقا لما أعلنه رئيس مجلس الأمن الجديد ومبعوث الصين الدائم تشانغ يه سوى للصحفيين في نيو يورك أمس الأول أن " جميع أعضاء المجلس يؤيدون تسريع نشر العملية المختلطة"، وفي الأثناء وصل أمس الأول 189 شرطيا من 12 دولة للأنضمام الى يوناميد، فيما يتوقع وصول (3) آلاف آخرين خلال الشهرين المقبلين الى دارفور ليرتفع عدد القوات الهجين الى (13) ألف بنهاية نوفمبر القادم وهو ما يقارب نصف العدد المطلوب لبعثة حفظ السلام في دارفور.
نقص وتهديد
وفي ذات السياق يكرر قائد الهجين الجنرال مارتن لوثر أقواي أن قائمة المطلوبات تتصدرها سد النقص في المروحيات الهجومية والمدنية خلال محاضرتين جرت مؤخرا في لندن وبريتوريا، ويبرر أقواي مطالبته بالضرورات اللوجستية للإقليم مترامي الأطراف ولحماية أفراد بعثته الذين دخلوا دائرة الإستهداف في صراع الأطراف بدارفور. وغير بعيد عن ذلك الإستهداف الذي طال المروحية التي تنقل المؤن لبعثة يوناميد، فيما نسبت الحكومة سقوط الطائرة الى نازحي معسكر كلمه والذين رفضوا الاتهام. وفيما لم تسفر نتائج التحقيق الذي تجريه الشركة السودانية المالكة للطائرة – ومقرها الخرطوم- عن أي نتائج حتى عصر أمس وفقا لمصادر (الأخبار) لم تعلن أي جهة مسؤليتها عن الحادث. وأشارت ذات المصادر الى هدؤ الأوضاع الأمنية في جنوب دارفور باستثناء الأحداث التي تسببت في مقتل وأصابة عدد من المواطنين صبيحة عيد الفطر بأعيرة نارية طائشة تضاربت التصريحات حول مصدرها. وأضافت أن حراكا عاديا يسود المنطقة بجانب استقرار النشاط الزراعي خاصة في مناطق العودة الطوعية، وأبدت المصادر قلقها ازاء تقارير غير رسمية تشير الى أن الأراضي المزروعة لا تتجاوز (25%) من نسبة المزروع قبل اندلاع الحرب في دارفور.
كلمه.. مرة أخرى
وأكد مدير الإعلام بيوناميد كمال سايكي هدؤ الوضع الأمني بدارفور في معظم التقارير الواردة اليهم، إلا أنه رفض التعليق على سؤال (الأخبار) حول مدى اهتمام بعثته بالإتهامات التي ساقتها الحكومة ضد النازحين في معسكر كلمة بأن إطلاق نار تم من داخل المعسكر وأسقط المروحية التابعة ليوناميد، كما نفى إجراءهم لتحقيق في الحادث لجهة أن المروحية مملوكة لشركة سودانية ومتعاقدة مع بعثته، وبالتالي فإن التحقيق شأن سوداني.
من جانبه أكد مسؤول الشؤون الإنسانية بحركة تحرير السودان –قيادة مناوي- كمال داؤود هدؤ "حذر" للوضع الأمني في جنوب دارفور. ولكنه أعرب عن قلقه ازاء تحميل نازحي كلمة مسؤلية سقوط الطائرة، مشيرا الى احتمال تكرار سيناريو مشابه لما حدث قبل أكثر من شهر باقتحام المعسكر في اطار حملة لجمع الأسلحة. وقال في حديث لـ(الأخبار) أنهم لايريدون استباق التحقيق في الحادث ولكن سقوط الطائرة أتى لأسباب فنية لجهة أنها مروحية قديمة سبق وأن اصطدمت بشجرة في قاعدة مهاجرية أثناء أحدى رحلاتها في نقل المؤن الغذائية لأفراد البعثة. مضيفا أن مسار الطائرة لم يعبر فوق المعسكر بل سقطت بالقرب من المطار. ولم يخفي داؤود اتهاماته للحكومة باستهداف وزعزعة مجتمع نازحي المعسكر وتفريق قبائله ودفعهم الى النزوح مجددا الى معسكرات ومناطق أخرى، ولم ينفي وجود أسلحة بالمعسكر قال ان عددها محدود لايقارن بعدد السكان الذي وصل في مرات عديدة (100) ألف نازح. وأضاف أن مظاهر العنف والتسلح لاتنفصل عن مجمل الوضع في مجتمعات دارفور في اشارة الى وجود أعداد كبيرة من المسلحين داخل الأحياء حتى في مدن كبيرة مثل نيالا.
وألقى داؤود مسؤولية توفير الأمن بدارفور والمعسكرات بشكل خاص علي بعثة يوناميد، ووصفها بالضعف والحاجة الى حماية نفسها، مطالبا بتفعيل اللوائح التي تنظم وجود النازح داخل المعسكر، الى جانب الإتجاه الجاد لوضع حلول جذرية لمجمل الأزمة بدارفور دون تجزئة.