الثلاثاء، 17 فبراير 2009

بداية جديدة لسلام دارفور.. بداية جديدة للمدونة


الخرطوم: 17 نوفمبر 2008م

اليوم بدا للمتابع لقضية دارفور أن ثمة إختراقا ايجابيا على صعيد خارطة الطريق نحو عملية سياسية لإنجاز السلام في إقليم دارفور. فتوقيع الحكومة وحركة العدل والمساواة (مجموعة د. خليل ابراهيم) لإتفاق مبدئي على حسن النوايا وبناء الثقة، وإعلانهما ذلك من مكان واحد في الدوحة لم يكن في الحسابات القريبة. وغير بعيد تعقيدات الأزمة التي إفتعلها نظام الحكم في الخرطوم، واصراره على تأزيمها كلما سنحت الفرصة لإكمال اتفاق حول السلام.
الجديد هنا أن الطرفين وإن كانا حلفاء بالأمس البعيد، فالواقع على الأرض يقول أنهما أضحيا ألد الأعداء في الساحة السودانية. ولولا ضغوط ذوي القربى ، وتهديدات المجتمع الدولي لما كان توقيع اليوم اتفاقا. يبقى الأمل أن يلتفت الطرفين إلى ما آل اليه الحال في دارفور: وضع كارثي لا تصفه الكلمات القليلة، لا لعجزها، بل لضيق سعة صدر الكاتب في وصف تفاصيل ماحدث .. ماكان ماضيا، والقريب، والحاضر الراهن في دارفور. وكيف أصبح مواطن دارفور نموذج المأساة في العالم- هذا ما تصفه كل وسائل الإتصال الجماهيري في العالم.
في هذه المدونة- أو التي تحولت لأسباب عدة إلى ارشيف لتقارير اخبارية، كان معظمها عن دارفور- سأجعل من هذه المناسبة الصغيرة بداية لتدوين بعض ما يمكنني وصفه ونقله، وابداء رائي حول مايجري، وما يجب أن يجري.
أعلم أني لست أفضل من يكتب عن قضية دارفور، ولن أكون، ولكن يدفعني الأمل أن لا تنقطع كتاباتي إلا حين أملُّ من وصف كيف تحسن الوضع هناك.. وكيف يعيش أهلي في دافور في أمن واستقرار.
إلى حين ذلك .. تابعوا معي.. من الغد
تنويه: قد أميل في بعض الأحيان إلى أرشفة بعض التقارير، أو الحديث عن قضايا أخرى غير دارفور.. ولكن ذلك لن يدعني لترك أم القضايا السودانية.

توقيع اتفاق مبدئي بين الحكومة وحركة العدل والمساواة في الدوحة... تقرير


وقعت الحكومة وحركة العدل والمساواة أمس على اتفاق لحسن النوايا وبناء الثقة بعد مباحثات معقدة استغرقت أسبوعا، ويعد الاتفاق اختراقا ايجابيا يفتح الطريق أمام العملية السياسية السلمية لإنجاز اتفاق نهائي يضع حدا للنزاع في دارفور.ومما نص عليه الإتفاق الموقع امس أقرار الجانبان نيتهما في العمل على وضع حد للصراع الدائر بينهما لقرابة (6) أعوام. وقررا إعطاء العملية السلمية الاولوية الاستراتيجية علي ما سواها لتسوية الصراع في دارفور، وهي اختراق كبير لوضع الأقدام على طريق اتفاق لاحق حول وقف العدائيات ووقف اطلاق النار الذي تأجج في الأشهر الأخيرة في شكل مواجهات عسكرية شرسة. كما وافقا على اتباع نهج شامل يخاطب جذور المشكلة ويحقق السلام الدائم في البلاد في اقرار جديد بأن حسم مسببات النزاع هي مفتاح الحل للأزمة التاريخية في الإقليم. واكدا على الكف عن كافة صنوف المضايقات تجاه النازحين وضمان انسياب مساعدات الاغاثة الي من يستحقها دون اية عراقيل.ووافق الجانبان علي الالتزام بتبادل الاسرى واطلاق سرح المسجونين والمحكومين والمحتجزين والمعتقلين بسبب النزاع بينهما بناء للثقة وتسريعا للعملية السلمية، وهي أكبر العقبات التي لاحت خلال هذه المباحثات وكادت أن تنسفها. وتعهد الجانبان باتباع الاتفاق الاطاري بمحادثات جادة تؤدى الى انهاء الصراع في اقصر وقت ممكن لايتجاوز ثلاثة اشهر.وجاء الإتفاق المبدئي يبعث بالتفاؤل حول إمكانية توصل السودانيين لإتفاق سلام شامل في دارفور حيث أكد كل من الطرفين بجانب الوسيط القطري والوسيط المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي عزمهم على إلحاق وإشراك بقية الحركات المسلحة والأطراف المعنية بدارفور في المراحل القادمة. فغياب أطراف مؤثرة مثل رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ورفضه للمشاركة ألقى بظلاله على طاولة الدوحة، خشية من تكرار سناريو آخر محادثات جرت في سرت الليبية في اكتوبر من العام 2007م وقاطعها كل من عبد الواحد و د. خليل إبراهيم رئيس حركة العدل الموقعة على اتفاق الأمس. ولكن المحادثات التي بدأت بمبادرة من دولة قطر وتبنتها الجامعة العربية عند الإعلان عنها متزامنة مع مبادرة أهل السودان التي أطلقها رئيس الجمهورية. ولم تفلح مجهودات الوسيط العربي بالرغم من الدعم العريض لمبادرته من الإتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي، لم تفلح في إثناء بقية الفصائل عن إعلانها مقاطعة هذه المباحثات.وبنجاح جهود الوسطاء في اقناع مفاوضي الحكومة وحركة العدل بعد جهود مضنية بين ردهات فندق شيراتون الدوحة بصيغة الإتفاق المبدئي، أثمرت أمس بتوقيع محتفى به، وأفردت له مساحات واسعة في وسائل الإعلام الدولية، بدأت مرحلة حاسمة من تاريخ العملية السلمية لدارفور حيث تكمن تحديات كبيرة في إلحاق بقية الأطراف حاملة السلاح في دارفور، والتوصل لصيغة يتراضى عليها كافة الأطراف المعنية. وأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم أن محادثات الجولة الأولى بالدوحة اتسمت بالجدية، حيث أبدى طرفا النزاع عزيمة وتصميما نحو التوصل لبداية عملية السلام. واعرب فى مؤتمر صحفي مشترك بالديوان الأميري ظهر أمس مع الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقى وطرفي سلام دارفور بعد التوقيع عن تفاؤله من ان لدى الطرفين العزيمة لانهاء الصراع الذى دام طويلا فى دارفور. كما عبر عن امله فى ان يقود اتفاق النوايا الحسنة الذى جرى توقيعه أمس لاستمرارية المباحثات ويكون بداية للدخول فورا فى المرحلة الثانية من المحادثات خاصة وانه قد تم تحديد اطار عمل للبدء سريعا فى هذا العمل ليكون نقطة تحول مهمة للصراع فى السودان ودارفور. ولفت الى ان الاتفاق مفتوح لباقى الفصائل فى دارفور وشدد على وجود نوايا طيبة لاستكمال السلام قريبا فى الاقليم. ويؤشر التأكيد على ضرورة إلحاق بقية الأطراف حرصا على عدم تكرار سيناريوهات أبوجا وسرت. وتشير إلى أن أكبر نجاحات الإتفاق بالأمس هي ضمانات حقيقية من أكبر عاملين في ساحة النزاع بدارفور (الحكومة وحركة العدل). من جانبه اكد الوسيط المشترك جبريل باسولى فى المؤتمر الصحفى ان اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة يبرهن على ارادة الطرفين نحو التوصل لحل سياسي للتعامل مع جذور النزاع. وشدد على ان الحكومة وحركة العدل والمساواة يوليان اهمية كبرى لبلدهما السودان ويدركان اهمية استقراره. موضحا أن عملية الوساطة ستستمر بمصاحبة جهود الجميع ، مشيرا الى انه وفى غضون الاسابيع المقبلة سيلتقى مبعوثي الاطراف المعنية بسلام دارفور بالدوحة لتمهيد الاجواء لاتفاق سلام نهائى. و انه و بن جاسم سيلتقيان فى الخرطوم للعمل سويا من اجل التوصل لجدول زمنى لتبادل السجناء. وقال باسولي انه كوسيط سيكثف من جهوده مع الحركات المسلحة الاخرى فى دارفور ومع المجتمع المدنى، واهاب بالمجتمع الدولى والدول المجاورة للسودان استمرار دعمها لعملية السلام بما يسهم فى انجاح المحادثات اللاحقة بالدوحة. وناشد الاطراف الاخرى المعنية فى السودان الانضمام الى هذه المبادرة بالدوحة من اجل احلال السلام فى السودان.البدء عمليا على إنفاذ اطلاق سراحِ متبادل للاسرى على شكل دفعات كما أتفق عليه بالأمس، يقف دليلا على مبدأ حسن النوايا، ويبني جسرا من الثقة بنهاية عملية اطلاق الاسرى مع بداية مفاوضات الاتفاق الاطاري للسلام بين الطرفين التي يتوقع إنطلاقها في اشهر معدودة، وهي مهلة كافية لإقناع بقية الفصائل بجدية الحكومة عمليا، وهي التي وقعت إتفاقا مع الفصيل الأكبر الذي شن هجوما تاريخيا على أم درمان في مايو من العام الماضي، واستطاع أن يوسع نفوذه في الإقليم المأزوم.